على عكس ديستوبيا أورويل في «1984»، نجد أن ساراماجو في روايته «البصيرة» يتحدث عن سياسة القمع بأسلوب مخالف تمامًا لأسلوب أورويل؛ فنرى سخريته اللاذعة التي تفضح ديمقراطية هذه الأنظمة الديكتاتورية التي تستهدف الفوز تحت أي ظرف من الظروف وإن استخدمت كل الأساليب الملتوية لتحصل عليه.
تحت الاضطراب السياسي الذى يسود العاصمة بأسرها مثل خيط البارود الذى يبحث عن هدفه ، يُلاحظ نوع من الاضطراب الذى يتفادى الظهور بصوت مرتفع ، بإستثناء بين الأزواج وبين الشخص وصداقاته وبين الحزب وجهازه ، وبين الحكومة فيما بينها . ماذا سيحدث لو تم إعادة الانتخابات ؟ هذا هو السؤال الذى يتردد بصوت خفيض من يرى أنه من الأفضل عدم ضرب الحيوان بهراوة على ظهره ، ويؤثرون ترك الحال على ما هو عليه ، حزب اليمين في الحكومة ، حزب اليمين في المجالس المحلية ، التصنع بأن شيئاً لم يحدث بل وتخيل مثلاً إعلان حالة الطوارئ في العاصمة .