نهت سلمي ما تبقي في مطبخها من أطباق ثم قررت الجلوس علي حاسبها قليلا لتعرف آخر الأخبار ..
فتحت حسابها علي موقع الفيس بوك وألقت نظره سريعه علي الرسائل ولكنها سرعان ما شهقت بشده ونظرت للشاشه بذهول لعدة لحظات ثم قفزت من مكانها بسعاده وقالت :
- حـــــفــصـــــــــه ؟ أخيـــــــــرا بقي !!
وعلي الفور قامت بفتح الرسالة وكان محتواها :
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلـــمي وحشتيني وحشتيني وحشتيني فـــــوق ما تتخيلي ، عاوزه أقولك إني أخيـــرا عرفت أقعد علي النت بعد الفتره دي كلها وقريت كل الرسايل اللي إنتي كتبتيها طـــول المده دي ، انا تقريبا سهرت علي الرسايل بتاعتك طـول الليل والبنت نامت علي حجري وانا برضو مٌصره أقعد لحد ما أخلصهم كلهم قبل ما أنام ..
اه صحيح نسيت أقولك ، انا معايا دلوقتي مسلم عنده سنه ونص و معايا رودينا عندها 3 شهور الحمد لله ، شوفتي ياختي كبرنا إزاي وبقينا أمهـــات ، هاه إنتي قوليلي أخبارك إيه ؟
آخر حاجه عرفتها إنك إتجوزتي وبعدها بقي مبعتيش حاجه ، قوليلي في حاجه جايه في الطريق ولا شو ؟
كمان عاوزه أقولك إني كنت بعيط طول مانا بقرأ الرسايل بتاعتك ، حقيقي مش متخيله إنك وصلتي لكده ، مبسوووطه فـــــوق ما تتخيلي ، حاسه بجد إني ممكن أدخل الجنه بسببك زي ما قولتلك زمـــان ..
طمنيني عليكي يا سلمي وقوليلي أخبارك إيه ؟ مبســوطه في جوازك ولا الدنيا ماشيه إزاي ؟ ربنا رزقك بالزوج الصالح اللي كنا دايما بنتكلم عنه ولا لا ؟
انا بالنسبالي الحمد لله جوزي شايلني في عينيه ، لكن طبعــا الموضوع ميخلاش من شويه مشاكل كده وكمان هنا الظروف وحشه اووي والغربه صعبه جدااا لكن الحمد لله كل حاجه بتعدي طالما إحنا الإثنين بنتقي الله في بعض ..
معلش لو طولت عليكي بس قولت بقي لازم أرد علي الرسايل بتاعتك قبل ما أنام ، بإذن الله نرجع نتكلم تاني بس معلش بقي العيال مطلعين عيني ومش هعرف أفتح كتير زي الأول ، يلا سلام بقي يا حبيبتي علشان لو قعدت أنوح أكتر من كده الراجل هيطلقني .. في حفظ الله
دمعت عين سلمي عندنا قرأت الرسالة وإبتسمت بحنين وقالت :
- يــــاه يا حفصه ، وحشتني رسايلك وكلامك اووي ، وحشتني نصايحك اللي كانت بتساعدني علشان أواجه أي حاجه ، حقيقي إرتحت لما إتطمنت عليكي
ثم بدأت سلمي تكتب رساله جديده لحفصه وتحكي لها عن حياتها الجديده بكل تفاصيلها ..
إنتهي فاروق من غدائه وجلس بجوار زوجته وتبسم لها بحنان وقال :
- تفتكري يا نهي اللي بينا ده إسمه إيه ؟
أجابت علي الفور :
- حب طبعــا ، حب جــامد اووي كمــــان
عاد للخلف قليلا ونظر لها متأملا بضع لحظات ثم إبتسم قائلا :
- قعدت أفكر في السؤال ده كتيـــر لحد ما لقيت إن اللي بينا مش مجرد حب
قاطعته بتعجب :
- اومال إيه ؟
إبتسم بثقه وقال :
- اللي بينـا ده مودة ورحمة
نظرت له بعدم فهم وقالت :
- طيب وإيه الفرق ؟ ما طبيعي لو بنحب بعض هيكون بينا موده ورحمه ، الموده دي اللي هي الحب واللي بيحب حد أكيد هيكون رحيم بيه !!
أومأ برأسه نفيا وإبتسم موضحا :
- المودة والرحمة أعم وأشمل بكتيــــر من الحب ، عارفه لما إمرأة العزيز حبت سيدنا يوسف حصل إيه ؟
بصي الآيه دي " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
شوفتي قد شغفها حبـــا ومع ذلك لما تعفف سيدنا يوسف وحاول يبعد عنها تحول حبها ده لعنف وقسوه وسجن .. شوفي قالت بعدها إيه " قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
وبالفعل سيدنا يوسف قال وقتها " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ " وفضل انه يدخل السجن وقتها علي إنه يعمل أي حاجه تغضب ربنا
ثم إلتفت لها بكامل جسده وقال :
- علشان كده يا نهي لو كان اللي بينا ده مجرد حب فـ ممكن مع أقل مشكله يتحول الحب ده لـ كره او قسوه او ما شابه ، لكن من عظمة القرآن الكريم وإعجازه إن ربنا لما ذكر الزواج ذكر السكن والمودة والرحمه .. شوفي الآيه المريحه دي " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً "
ربنا لما خلق سيدنا آدم مخلقش ليه أخ او اخت ولكن خلق زوجه ، خلقها من ضلعه كمان ، علشان الزوجه دي بتكون أقرب واحده في الدنيا لجوزها وبيلاقي معاها سكنه وراحته وإستقراره ..
كمان ربنا جعل بيننا المودة والرحمه ، الإتنين مع بعض ، يعني عارفه ؟ إحنا دلوقتي مثلا بيننا مودة اللي دي المحبه لكن اول ما أحس إنك تعبتي او ضعفتي شويه هييجي دور الرحمه .. الرحمة اللي بتحمل جواها حاجات كتير جدااا زي التضحيه وإنكار الذات والتسامح والعطف والكرم ..
عرفتي بقي يا نهي ؟ شوفتي أد إيه القرآن فيه إعجار ؟ سبحــــانك يـــــاربي ، حقيقي لو كان بين أي زوجين مجرد حب كانت كل العلاقات هتنتهي مع أول خناقه كبيره شويه ، لكن من كريم ربنا علينا إنه جعل بيننا مودة ورحمة علشان نقدر نكمل حياتنا سوا مهما واجهنا مشكلات فـ علي الأقل هتكون بيننا الرحمة اللي تخلينا نرجع تاني نحن لبعض ونحل كل مشاكلنا ..
إبتسمت نهي بفخر وقالت :
- حقيقي يا فاروق إنــت جميـل اوووي ، نفسي كل شويه تكلمني عن حاجات من دي علشان أفهم ديني أكتــر
ضحك بمرح وقال :
- أنــا جــميــل ؟ يا خــلاثــي عليا لما أكون عاقل وحلو كده
ضربته علي يده بخفه وقالت مازحه :
- إنت ما صدقت ولا إيه ؟ يـــابــــاي علي الرجاله دوول .. ما بتصدقوا إنتوا تلزقوا في اي حاجه كده ؟!!
عقد ذراعيه أمام صدره ورفع حاجبه قائلا :
- رجاله ؟ رجالة مين دول يا أستاذه ؟
ضحكت بإستفزاز وقالت :
- إنتي بتغيري يا فاروءة ؟
دفعها من علي الأريكه فسقطت علي الأرض بينما نظر لها هو بشماته وقال ضاحكا :
- علشان تبقي تقولي يا فاروءة تانــي
ثم نظر لها بإشمئزاز وقال :
- يــــــع فاروءة إزاي يعني ، ده حتي طعمه وحش ، وبعدين خدي بالك يا حجه بدل ما تتحسب من التشبه بالنساء وتتلعني بقي
تنهدت بإستسلام وقالت :
- خلاص يا فاروءة إحــــم قصدي يا فاروق مش هقول كده تاني ، وبعدين الله يسامحك بقي الوقعه وجعتني
قفز من مكانه بمرح وجلس بجوارها علي الأرض وقال مازحا :
- انا أسف يا ستي ، ايام سوري ، جو سوي ديزولي ، وربنا لو إعرفها بالصيني كمان كنت قولتها
ضربته بالوساده بخفه وقالت :
- مــاشي وانا مسمحاك ، بس بعد كده إبقي أعرفلك لغات جديده بقي الحاجات دي قدمت خلاص
نظر لها بإستنكار وقال :
- طب وربنا انا اللي غلطان ، آل لغات تانيه آل ، يا بنتي انا معايا العربي وكام كلمة إنجليزي علي كام كلمة فرنساوي والحمد لله علي كده ، إحنا مشغولين دايما يا سيدتي ولا يوجد لدينا وقت لمثل هذه التفاهات
- حتـي العربي كمان خربان يا فاروق ، لالا الموضوع ده ميتسكتش عليه أكتر من كده
تنهد بحماس وقال :
- مـاشي يـــــا ...
ثم نظر لها بحيره وقال :
- أيوه صحيح هما بيدلعوكي يقولولك إيه ؟
إبتسمت ببراءة وقالت :
- نهانيهو
- مـاشي يا نهانيهو عاوزك تظبطيلي العربي بتاعي بقي ، ربنا ينفع بيكي الأمه يا بنتي
ثم إنتبه فجأة وقال متعجبا :
- نعم ياختي ؟!! نهانيهو إزاي يعني ؟
- حلــــو مش كده ؟
نظر لها بإستنكار وقال :
- حـــلو ؟ طب تصدقي بالله ؟ انا حاسس إني كرهت أسماء الدلع باللي فيها ، بقولك إيه ما تيجي نكمل موضوعنا ونسيبنا من أسماء الدلع دي خـــالص ، أصلا أصلا عيب
- أيــوه ياخويا علي رأيك ، الحاجات دي عيب أصلا
إبتسم لها فاروق ثم صمت للحظات وإستأنف قائلا :
- عارفه يا نهي ؟ إحساس الرحمه ده عالي عندي اووي اليومين دول
ثم غمز لها بحب وقال :
- كان زمان عندي إحساس الهيييح بس دلوقتي بقي عندي الرحمه
رفعت حاجبها قائله بمرح :
- فــــــاروق إحنا كنا لسه بنقول إيه ؟ عيــب عيــب عيــــــــــب
مط شفتاه للأمام وقال بخوف طفولي :
- خلاص يا طنط متزعقيش كده علشان بخاف الله ، طنط وحشه وشريره أصلا
- فـــــــــــاروووووووق
- وربنا إنتي رخمه ، خلاص هكمل أهو
ثم إعتدل في جلسته وقال بسعاده :
- كل ما بتخيل إني أخدتك من بيت أهلك كده علشان تعيشي معايا وإنتي متعرفيش عني أي حاجه ومع ذلك واقفتي بحس بالرحمه من ناحيتك اوووي ، بحس إنك أكتر من بنتي وإني لازم أديكي الحنان والأمان علشان تتعودي علي الجو ومتحسيش في أي وقت إنك خايفه او قلقانه مني
فى الحلال pdf
رواية في الحلال الحلقة الاولى
رواية الحب الحلال كاملة
رواية في الحلال فيس بوك
رواية في الحلال الحلقة الاخيرة
رواية في الحلال الحلقة 29
رواية في الحلال الحلقة 26
رواية في الحلال الحلقه 7
رواية في الحلال الحلقة السابعة عشر
فى الحلال pdf
قراءة و تحميل كتاب فيرونيكا تقرر ان تموت _ باولو كويليو PDF مجانا