في هذا الكتاب يعرض الفيلسوف الألماني إرنست بلوخ (1885-1977) قراءة جديدة للتراث العربي الإسلامي في العصر الوسيط. ويعتبر الباحث أن هذا التراث لم يقتصر على استيعاب الفكر اليوناني والحفاظ عله فقط، وإنما تمثلت مساهمته أيضا في تطوير هذا الإرث وتوظيفه لصالح العلوم التي نشأت مع ظهور الحضارة العربية الإسلامية. ويرى بلوخ أن الفلاسفة أمثال ابن سينا وابن طفيل وابن رشد لم يتبعوا أرسطو في تحديده لمفهوم المادة (الهيولى)، بل سعو من جهتهم إلى تحوير دلالة هذا المفهوم بإضفاء صبغة الحركة عليه بحيث أصبحت المادة لديهم مشحونة بطاقة قادرة على تقبل الصور وحملها ثم دفعها نحو التحقق في حالة خروجها من القوة إلى الفعل.
كما يؤرخ بلوخ في هذا السياق أن التوجه الذي تبناه المشاؤون الإسلاميون يغاير تماما التماشي الذي اتبعه المدرسيون المسيحيون في العصر الوسيط. ومن هذا المنطلق قام بمقارنة بين التطور الذي حصل للفكر الأرسطي من ناحية وما أفرزته الجدلية الهيغلية من تحولات بعد وفاة الفيلسوف الألماني هيغل في القرن التاسع عشر من ناحية أخرى أدت آنذاك إلى التقسيم المعروف بين توجه مثالي يميني محافظ ونزعة يسارية مادية تقدمية. هذه المقارنة مكنت بلوخ من تحديد موقفه إزاء التراث العربي الإسلامي حيث اعتبر أن ابن سينا وابن رشد ينتميان إلى (اليسار الأرسطوطاليسي) لما أضفيا على المادة الأرسطية من قدرة على الحركة والخلق. وهكذا تحولت المادة لديهما من كتلة غير متعينة إلى (طبيعة طابعة) و(طبيعة مطبوعة) حسب تعبير الفيلسوف الحديث سبينوزا الذي كان متأثرا بالتيار الرشدي في الغرب.
قراءة و تحميل كتاب مارتن هايدغر .. مقاربات نقدية لنظامه الفلسفي PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1 PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب التربية الخاطئة للغرب: كيف يشوه الإعلام الغربي صورة الإسلام ؟ PDF مجانا