انطلق أيها المذياع... يكفينا صمتنا... صمتك لا يطاق، أخبرنا عن مصيرنا، تكلم ولا تبالي... ومن يبالي، ماتت في الصدر الخفقات، قل انسحبنا، أطلق للحرب الصرخات..." هكذا ينطلق زياد قاسم في عالم روائي يضج بالحركة والحياة ليجسد واقع وأناس حارة القلعة، يفوض زياد قاسم في تلك العوالم، يسجل من خلال شخصياته تفصيلات تشدّ القارئ فيعيش معهم ويتآلف ليصبح وكأنه أحدهم، فوزية، فخري، والأستاذ منصور، منعش، عواد... حوارات عفوية ومشاهد تتحرك من خلالها الشخصيات بتلقائية الحياة اليومية ليعيد الروائي في مساراتها وبعمق تشكيل التاريخ الاجتماعي لمجتمع القلعة وأبنائه.
ومن خلال إطلالة القارئ على هذا العالم الروائي الذي نسجه زياد قاسم، يستطيع التوغل أكثر في الرمز المتجسد في هذا المجتمع الصغير ليرى من خلاله نشوء مدينة عمان وتطورها بصورة معمقة من جهة، وبصورة تمثيلية تشير إلى البنية الاجتماعية التي تشكل المجتمع الأردني من جهة أخرى.