❞ رواية أيام الهجران ❝  ⏤ إيلينا فيرانتي

❞ رواية أيام الهجران ❝ ⏤ إيلينا فيرانتي

امرأة في ريعان الشباب تحيا حياة هادئة ومرضية لم تجعلها تتقوقع في حلقة العائلة المقفلة (الزوج والابنين والكلب) وإذا بها تغرق في دوامة حالكة وضاربة في القدم عندما يهجرها زوجها على حين غرة. يبدو وكأن الهاوية تطبق عليها وتحول دونها ودون النظام والحياة وصفاء ذاك الزمن الغابر الذي يبدو لها ظاهريا أن لا عودة إليه. بدءا من أحد أيام أبريل وبين جدران منزل تنتظم فيه الحركات كافة وفق ترتيب مبرمج ومتماسك يحاكي الروح التي تسود مدينة تورينو تشرع أولغا في أداء دور المرأة المهجورة.
في رواية إيلينيا فيرانتي تتخذ محطات السقوط في الهوة الجهنمية السحيقة مظهر الأرق والشرود والغضب على الذات وعلى الآخرين. تنتشر عبر أولغا في البيت الفوضي فتنسلخ المرأة عما حولها وتطلق العنان لعدائيتها تجاه ابنيها ويعيل صبرها إزاء الكلب الذي خلّفه زوجها لها تركة من الأيام الماضية. تحيلنا هذه الرواية إلى نار المأساة الإغريقية ورمادها وقد ارتدت ثوبا راهنا وإذا بنا أمام حدث مؤلم إنما لا يشذ عن العادي وأمام مشهد مديني يحرص على الصورة التي يقدمها للمتفرجين. وها نحن مرة أخرى نستشف في نص هذه الكاتبة لا بل في طبيعتها مزاجها المتوسطي وتلك الطاقة التي تنبع من أعماق الأعماق والتي تضرب بجذور قدرتها التعبيرية عميقا في ذاكرة النساء.
إيلينا فيرانتي - بدأ كل شيء عام 2011، عندما صدر في إيطاليا الجزء الأول من رباعية "صديقتي المذهلة" (L'amica genial)، والتي تتناول حكاية إيلينا أو لينا وهي الراوية والكاتبة، وليلى الصديقة المذهلة، وتفاصيل صداقتهما القوية وحياتهما المتقلبة في مدينة نابولي، منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، وصولا إلى وقتنا الحاضر.
نالت الرواية والأجزاء اللاحقة إعجاب القراء، في إيطاليا أولا، ثم في باقي أنحاء العالم ثانيا بعد ترجمتها إلى عدد كبير من اللغات، وتم تصنيف الرباعية ضمن روائع الأدب الإيطالي الحديث، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه قد صدرت حتى الآن ترجمة الأجزاء الثلاثة الأولى إلى العربية (صديقتي المذهلة، حكاية الإسم الجديد، الراحلون والباقون) عن دار الآداب البيروتية، ومن إنجاز المترجم معاوية عبد المجيد.كالعادة، بدأ القراء في السؤال والبحث عن إيلينا فيرانتي ومن تكون، لكنهم اصطدموا بعدم واقعية الاسم المستعار، وبمفاجأة عدم وجود أي معلومات عنها، كما امتنع الناشر الإيطالي عن الإدلاء بأية إشارات تخص هوية الكاتبة، فزاد ذلك من الغموض الذي يكتنف حقيقتها، وضاعف من الهالة المحيطة بها، وبالتالي شهرتها حول العالم.
اقتصر الظهور الإعلامي للكاتبة اللغز على حوارات صحفية مكتوبة تقوم بإرسال أجوبتها إلى الناشر عبر البريد الإلكتروني، ورسالة صوتية مقتضبة تم نشرها بعد احتدام الجدل حولها، لمحت من خلالها إلى أنها تنحدر من مدينة نابولي مسرح أحداث رباعيتها الروائية، ومصرة في الوقت ذاته على البقاء في الظل، معتبرة أنّ الكلمات تخوض رحلتها بمفردها من دون أن يرافقها كاتبها، فلا ضرورة للكشف عن هويتها وتفاصيل حياتها اليومية وظروفها المعيشية.
حاولت صحيفة "Corriere della Sera" الإيطالية فك لغز الروائية المجهولة، وقال الروائي والأكاديمي ماركو سانتاغاتا في تحقيق نشرته الصحيفة إن مواصفات إيلينا فيرانتي تكاد تطابق شخصية أستاذة في نابولي تدعى مارسيلا مارمو، مرتكزا في ذلك على قراءة متمعنة ومفصلة لمقاطع من رواية لفيرانتي تدور في بيزا خلال ستينيات القرن الماضي، لكن الناشر الإيطالي سرعان ما نفى الأمر واصفا إياه بالكلام الفارغ، نفس الشيء بالنسبة للأستاذة مارمو التي نفت أي علاقة لها بالموضوع.
من جهة أخرى، نظمت جامعة بادو بحثا معمقا في الموضوع، بالتعاون مع باحثين ونقاد من إيطاليا بطبيعة الحال، بالإضافة إلى بولونيا وفرنسا واليونان وسويسرا والولايات المتحدة، قام خلاله الفريق بإجراء دراسة في 150 كتابا إيطاليا لـ40 كاتبا مختلفا، ركزوا من خلالها على الأسلوب وطريقة عرض الأحداث، وقارنوها برباعية فيرانتي، محاولين فك اللغز، وهل يتعلق الأمر بقلم واحد أو مجموعة أقلام تعاونت على تأليف الرباعية، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن القلم واحد.
وقد يكون لدومينكو ستارنوني، زوج المترجمة أنيتا راجا والتي حامت الشكوك أيضا في السابق حول كونها الكاتبة الحقيقية للرباعية بسبب تشابه بعض أحداث حياتها مع ما ورد في العمل الأدبي، لكن الناشر (الوحيد الذي يعرف من تكون فيرانتي) عاد ونفى هذه النتيجة مرة أخرى، واحتج على هذا التحقيق الذي تجاوز أخلاقيات العمل الأدبي والثقافي، خاصة عندما تم الوصول إلى حسابات دار النشر المصرفية، وحسابات المترجمة راجا أيضا، وملاحظة ارتفاع المبالغ المحوّلة إليها بنسب كبيرة، مقارنة بعملها الذي تؤدّيه لصالح الدار، كما تم البحث في السجلات العقارية واكتشاف شراء ستارنوني لشقّة فاخرة في روما بمبلغ مليوني دولار.
مؤخرا، وفي خطوة مفاجئة نوعا ما، قررت إيلينا فيرانتي نشر سلسلة مقالات أسبوعية مع صحيفة الغارديان البريطانية تتحدث فيها عن مواضيع اجتماعية وعاطفية متنوعة، قد تكون هي على علاقة وطيدة بها. فهل ستكون هذه أول خطوة في طريق الكشف عن الهوية الحقيقية لإيلينا فيرانتي؟ ❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ صديقتي المذهلة ❝ ❞ أيام الهجران ❝ ❞ حكاية الاسم الجديد ❝ ❞ الهاربون والباقون ❝ الناشرين : ❞ دار الآداب ❝ ❞ دار الادب ❝ ❞ دار شرق غرب ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.


اقتباسات من رواية أيام الهجران

نبذة عن الكتاب:
أيام الهجران

2007م - 1445هـ
امرأة في ريعان الشباب تحيا حياة هادئة ومرضية لم تجعلها تتقوقع في حلقة العائلة المقفلة (الزوج والابنين والكلب) وإذا بها تغرق في دوامة حالكة وضاربة في القدم عندما يهجرها زوجها على حين غرة. يبدو وكأن الهاوية تطبق عليها وتحول دونها ودون النظام والحياة وصفاء ذاك الزمن الغابر الذي يبدو لها ظاهريا أن لا عودة إليه. بدءا من أحد أيام أبريل وبين جدران منزل تنتظم فيه الحركات كافة وفق ترتيب مبرمج ومتماسك يحاكي الروح التي تسود مدينة تورينو تشرع أولغا في أداء دور المرأة المهجورة.
في رواية إيلينيا فيرانتي تتخذ محطات السقوط في الهوة الجهنمية السحيقة مظهر الأرق والشرود والغضب على الذات وعلى الآخرين. تنتشر عبر أولغا في البيت الفوضي فتنسلخ المرأة عما حولها وتطلق العنان لعدائيتها تجاه ابنيها ويعيل صبرها إزاء الكلب الذي خلّفه زوجها لها تركة من الأيام الماضية. تحيلنا هذه الرواية إلى نار المأساة الإغريقية ورمادها وقد ارتدت ثوبا راهنا وإذا بنا أمام حدث مؤلم إنما لا يشذ عن العادي وأمام مشهد مديني يحرص على الصورة التي يقدمها للمتفرجين. وها نحن مرة أخرى نستشف في نص هذه الكاتبة لا بل في طبيعتها مزاجها المتوسطي وتلك الطاقة التي تنبع من أعماق الأعماق والتي تضرب بجذور قدرتها التعبيرية عميقا في ذاكرة النساء. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

امرأة في ريعان الشباب تحيا حياة هادئة ومرضية لم تجعلها تتقوقع في حلقة العائلة المقفلة (الزوج والابنين والكلب) وإذا بها تغرق في دوامة حالكة وضاربة في القدم عندما يهجرها زوجها على حين غرة. يبدو وكأن الهاوية تطبق عليها وتحول دونها ودون النظام والحياة وصفاء ذاك الزمن الغابر الذي يبدو لها ظاهريا أن لا عودة إليه. بدءا من أحد أيام أبريل وبين جدران منزل تنتظم فيه الحركات كافة وفق ترتيب مبرمج ومتماسك يحاكي الروح التي تسود مدينة تورينو تشرع أولغا في أداء دور المرأة المهجورة.
في رواية إيلينيا فيرانتي تتخذ محطات السقوط في الهوة الجهنمية السحيقة مظهر الأرق والشرود والغضب على الذات وعلى الآخرين. تنتشر عبر أولغا في البيت الفوضي فتنسلخ المرأة عما حولها وتطلق العنان لعدائيتها تجاه ابنيها ويعيل صبرها إزاء الكلب الذي خلّفه زوجها لها تركة من الأيام الماضية. تحيلنا هذه الرواية إلى نار المأساة الإغريقية ورمادها وقد ارتدت ثوبا راهنا وإذا بنا أمام حدث مؤلم إنما لا يشذ عن العادي وأمام مشهد مديني يحرص على الصورة التي يقدمها للمتفرجين. وها نحن مرة أخرى نستشف في نص هذه الكاتبة لا بل في طبيعتها مزاجها المتوسطي وتلك الطاقة التي تنبع من أعماق الأعماق والتي تضرب بجذور قدرتها التعبيرية عميقا في ذاكرة النساء. 



سنة النشر : 2007م / 1428هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة أيام الهجران

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
إيلينا فيرانتي - elena veranty

كتب إيلينا فيرانتي بدأ كل شيء عام 2011، عندما صدر في إيطاليا الجزء الأول من رباعية "صديقتي المذهلة" (L'amica genial)، والتي تتناول حكاية إيلينا أو لينا وهي الراوية والكاتبة، وليلى الصديقة المذهلة، وتفاصيل صداقتهما القوية وحياتهما المتقلبة في مدينة نابولي، منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، وصولا إلى وقتنا الحاضر. نالت الرواية والأجزاء اللاحقة إعجاب القراء، في إيطاليا أولا، ثم في باقي أنحاء العالم ثانيا بعد ترجمتها إلى عدد كبير من اللغات، وتم تصنيف الرباعية ضمن روائع الأدب الإيطالي الحديث، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه قد صدرت حتى الآن ترجمة الأجزاء الثلاثة الأولى إلى العربية (صديقتي المذهلة، حكاية الإسم الجديد، الراحلون والباقون) عن دار الآداب البيروتية، ومن إنجاز المترجم معاوية عبد المجيد.كالعادة، بدأ القراء في السؤال والبحث عن إيلينا فيرانتي ومن تكون، لكنهم اصطدموا بعدم واقعية الاسم المستعار، وبمفاجأة عدم وجود أي معلومات عنها، كما امتنع الناشر الإيطالي عن الإدلاء بأية إشارات تخص هوية الكاتبة، فزاد ذلك من الغموض الذي يكتنف حقيقتها، وضاعف من الهالة المحيطة بها، وبالتالي شهرتها حول العالم. اقتصر الظهور الإعلامي للكاتبة اللغز على حوارات صحفية مكتوبة تقوم بإرسال أجوبتها إلى الناشر عبر البريد الإلكتروني، ورسالة صوتية مقتضبة تم نشرها بعد احتدام الجدل حولها، لمحت من خلالها إلى أنها تنحدر من مدينة نابولي مسرح أحداث رباعيتها الروائية، ومصرة في الوقت ذاته على البقاء في الظل، معتبرة أنّ الكلمات تخوض رحلتها بمفردها من دون أن يرافقها كاتبها، فلا ضرورة للكشف عن هويتها وتفاصيل حياتها اليومية وظروفها المعيشية. حاولت صحيفة "Corriere della Sera" الإيطالية فك لغز الروائية المجهولة، وقال الروائي والأكاديمي ماركو سانتاغاتا في تحقيق نشرته الصحيفة إن مواصفات إيلينا فيرانتي تكاد تطابق شخصية أستاذة في نابولي تدعى مارسيلا مارمو، مرتكزا في ذلك على قراءة متمعنة ومفصلة لمقاطع من رواية لفيرانتي تدور في بيزا خلال ستينيات القرن الماضي، لكن الناشر الإيطالي سرعان ما نفى الأمر واصفا إياه بالكلام الفارغ، نفس الشيء بالنسبة للأستاذة مارمو التي نفت أي علاقة لها بالموضوع. من جهة أخرى، نظمت جامعة بادو بحثا معمقا في الموضوع، بالتعاون مع باحثين ونقاد من إيطاليا بطبيعة الحال، بالإضافة إلى بولونيا وفرنسا واليونان وسويسرا والولايات المتحدة، قام خلاله الفريق بإجراء دراسة في 150 كتابا إيطاليا لـ40 كاتبا مختلفا، ركزوا من خلالها على الأسلوب وطريقة عرض الأحداث، وقارنوها برباعية فيرانتي، محاولين فك اللغز، وهل يتعلق الأمر بقلم واحد أو مجموعة أقلام تعاونت على تأليف الرباعية، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن القلم واحد. وقد يكون لدومينكو ستارنوني، زوج المترجمة أنيتا راجا والتي حامت الشكوك أيضا في السابق حول كونها الكاتبة الحقيقية للرباعية بسبب تشابه بعض أحداث حياتها مع ما ورد في العمل الأدبي، لكن الناشر (الوحيد الذي يعرف من تكون فيرانتي) عاد ونفى هذه النتيجة مرة أخرى، واحتج على هذا التحقيق الذي تجاوز أخلاقيات العمل الأدبي والثقافي، خاصة عندما تم الوصول إلى حسابات دار النشر المصرفية، وحسابات المترجمة راجا أيضا، وملاحظة ارتفاع المبالغ المحوّلة إليها بنسب كبيرة، مقارنة بعملها الذي تؤدّيه لصالح الدار، كما تم البحث في السجلات العقارية واكتشاف شراء ستارنوني لشقّة فاخرة في روما بمبلغ مليوني دولار. مؤخرا، وفي خطوة مفاجئة نوعا ما، قررت إيلينا فيرانتي نشر سلسلة مقالات أسبوعية مع صحيفة الغارديان البريطانية تتحدث فيها عن مواضيع اجتماعية وعاطفية متنوعة، قد تكون هي على علاقة وطيدة بها. فهل ستكون هذه أول خطوة في طريق الكشف عن الهوية الحقيقية لإيلينا فيرانتي؟ ❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ صديقتي المذهلة ❝ ❞ أيام الهجران ❝ ❞ حكاية الاسم الجديد ❝ ❞ الهاربون والباقون ❝ الناشرين : ❞ دار الآداب ❝ ❞ دار الادب ❝ ❞ دار شرق غرب ❝ ❱. المزيد..

كتب إيلينا فيرانتي
الناشر:
دار شرق غرب
كتب دار شرق غرب ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ أيام الهجران ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ إيلينا فيرانتي ❝ ❱.المزيد.. كتب دار شرق غرب